الحرية المالية / العبودية المالية
الحرية المالية / العبودية المالية
تعرف الحرية المالية من حيث المبدأ: بأنها "القدرة على الاستمرار بنفس المستوى المعيشي لأطول فترة ممكنة بدون وجود دخل"
و هنا أحب أن أخص بهذه المقالة المغتربين الذين يتقاضون رواتب متفاوتة مع وجود ادخار معين لعدة سنوات
كم شهرا أو (كم سنة لبعض الحالات) يستطيع المغترب أن يبقى بدون عمل مع نفس مستوى المعيشة و المصروف نفسه؟ من خلال تجربتي الشخصية و من خلال بعض معارفي فإن الحقيقة مرة ولابد من التوقف عندها بتفصيل لاسقاط هذه التجربة على الحياة القادمة في كندا لمن خطط لذلك.
نترك بلدنا نحو حياة اقتصادية أفضل وفرصة مهمة لصعوبة تأمين الطموح الأدنى فنجد أننا بعد سنوات طويلة وصلنا إلى ما يلي من أيجابيات و سلبيات:
- مدخول لا يمكن أن تحلم به في بلدك مهما كان متواضعا......
- خبرة عمل جيدة جدا ضمن الشركات العالمية مع قدرة على التواصل مع العديد من الجنسيات (على افضل حال).
- مستوى معيشي مميز من قيادة أحدث السيارات ناهيك عما تقدمه الحياة في هذه الدول من سهولة في الخدمات للحياة اليومية.
- مستوى مدارس مميز للأولاد.
- و الكثير من المزايا الاجتماعية و النفسية........
تنتهي حياة الاغتراب بعد عدد طويل من السنوات بمشكلة مع الشركة أو أحد المدراء على أغلب الحالات فلا أحد يتمنى أن يترك هذه النعمة بعد الاندماج الكلي بطبيعة الحياة (هناك من يترك اسرته ببلده و يتابع وحيدا فيصبح غريبا على عائلته ليتحول لبنك بدل أن يكون أب حقيقي).
بعد محاولات ايجاد فرصة مشابهة متعثرة يتم أخذ القرار بالعودة إلى الوطن الأم.
يعود ليشتري بيت الأحلام (إن لم يكن قد اشتراه قبلا بالتقسيط أو كامل الادخار في مرحلة معينة) و سيارة حديثة و مشروع معين أو وظيفة معينة لتبدأ الصدمة الكبيرة تباعا.
- فالخبرة الطويلة لا تفيده في بلده لأنها لا تعمل على نفس النظام الذي اعتاده في الاغتراب. هذا إن افترضنا أن همة الشباب مازالت موجودة للبدء بحياة جديدة.
- و المستوى المعيشي يكون متفوقا على جيرانه بالفترات الأولى أويجاريهم بأحسن الأحوال إلى أن يلبث أن ينقص الادخار بعد حين فيبدا بالتقشف الغير معلن.
- يصبح الادخار بعد هذه السنوات كما لو انه قطعة من جسده فأي اقتطاع منها يؤلم ألما شديدا. (رأس المال الجبان) – (الحيلة و الفتيلة) – (شقا العمر).......
- يعاني أولاده من فرق في مستوى التعليم في الوطن الأم بالمقارنة مع المدارس العالمية.
- و غيرها من الصدمات الاجتماعية و النفسية الغير محسوبة سابقا.
طبعا لابد من ذكر أن هناك حالات مضيئة فبعض العائدين ينخرطون بوظيفة مرموقة بأحد الشركات التي تبحث عن خبرات عالمية. و آخرين يتوفقون بمشروع جيد مع أحد الأقرباء أو الأصدقاء و لكنني أريد أن أضع حلا لمشكلة عامة حدثت مع الكثيرين فهناك نسبة كبيرة من العئدين الذين رغبوا بالعودة للمغترب بالاتصال بأصدقائهم راجين المساعدة بأي فرصة عمل حتى لو أقل من المستوى المتروك.
لتكون لهذه المقالة معنى سأقوم بتسليط بعض الضوء على الحلول ولو باختصار:
- لابد أولا أن ندرك نفسيا على الأقل أن حياة الاغتراب فترة مؤقتة طالما لن تحصل على جنسية هذا البلد ولا يجب الاندماج كليا فيها
بعض كلمات العائدين إلى بلدهم: الله يرحم هديك الأيام ........ انا كنت عايش عيشة ملوك ........ كان عندي كذا عدد من الموظفين وفي منهم مدراء ......... قراراتي نافذة على مستوى عالي بشركتي القديمة.........بالإجازة كنت اتبحتر هون وهون، هلأ فرقت معي........
وهذا ما أدعوه شخصيا بالرفاهية المزيفة
- إن رأس المال ليس لك لتصرفه. وإنما هو فرصة مهمة ليؤمن لك دخلا معينا طويل الأجل إن استثمرته بطريقة صحيحة (المقال التالي سيكون عن الخطة العشرية لهذا الادخار... بايجاز)
- الادخار اولوية و ليس ما يزيد من المدخول.
- التخطيط لنهاية الخدمة يبدأ من اليوم الأول......الشرح هنا يحتاج إلى مقالات عديدة.
- يجب تطوير الإمكانيات و المؤهلات الفردية بشهادات معينة و دورات معينة. على الأقل قراءة كتب و زيادة المعلومات (ربما تكون لغة أجنبية جديدة) و ليس الاكتفاء بالنجاحات اليومية في العمل.
لن اطيل عليكم. تابعوني في مقالة الخطة العشرية لأسلط الضوء على مفتاح الحل للذين تشملهم التوصيفات السابقة خصوصا للذين قرروا الهجرة لكندا و بانتظار تاريخ السفر (وتفادي الصدمة الأولى)
الاقتباس: كتاب الأب الغني و الأب الفقير الذي أنصح الجميع بقراءته حرفيا.
وشكرا
تحرير : رامي يازجي
موضوع جميل
ردحذف