الطفولة واحتياجاتها الأساسية
تعريف الطفولة
المرحلة التي يمر بها الإنسان من الولادة وتنتهي مع بداية مرحلة الشباب وقبل بلوغ س الرشد وهي المرحلة الأساسية في بناء الفرد المتأثر بعاملي الوراثة والبيئة والتي تتطلب رعاية وعناية خاصة لتحقيق نموه المتكامل وإكسابه الشخصية السوية
وفي الاتفاقيات الدولية يعتبر كل إنسان لم يتجاوز ال18 من عمره طفلاً مالم يبلغ سن الرشد وفق القانون المطبق في بلاده
كما وتعرف في علم النفس بأنها المرحلة التي يكون فيها الإنسان ضعيفاً من النواحي الجسدية والعقلية والنفسية ، وشديد القابلية للتأثر بكل ما يحيط به واكتساب المهارات والعلوم التي يتلقاها من المحيط الاجتماعي والمكاني الذي يعيش فيه .
اقترح العالم ابراهام ماسلو ( 1962 _ 1970 ) وجود هرم من الحاجات والتي هي بمثابة ظروف سيكولوجية أو فسيولوجية من شأنها أن تحافظ على ظروف الأفراد وتحسنها وهي تعمل كدوافع عندما يفتقدها وفيما يلي عرض وشرح لأهم حاجات الطفولة:-
حاجات عضوية فسيولوجية...
هذه الحاجة يشترك فيها الإنسان والحيوان وهي تتضمن بصورة مباشرة أو غير مباشرة بقاء الكائن الحي وهو يتمثل في حاجات النمو الجسمي والعقلي فتشمل حاجات النمو الجسمي في الحاجة إلى الغذاء الصحي والإخراج والنوم الكافي والملبس الواقي والمسكن الصحي، والوقاية والعلاج من الأمراض والوقاية من الحوادث المختلفة داخل المنازل وخارجها .
حيث أن حاجة الطفل للغذاء الصحي من أهم أساسيات بناء جسمه وخلاياه بطريقة سليمة تضمن توفر الطاقة لممارسة النشاطات العقلية والبدنية وتتم من بداية ايامه الاولى عن طريق إعطاءه لبن الأم الطبيعي ومن ثم التدرج في إعطاءه الأغذية الطبيعية المتضمنة لعناصر الأساسية من فيتامينات وبروتينات ونشويات تتنوع فيه القيمة الغذائية المعطاة للطفل مما يعمل على نمو الطفل بشكل صحي
حاجة الطفل للمسكن الصحي
الذي يوفر له الشعور بالأمن والأمان والاستقرار والهدوء والاستقلالية والخصوصية
حاجة الطفل للنمو الصحي والعقلي
يتمثل في البحث والاستطلاع والحاجة إلى اكتساب المهارات اللغوية والحاجة إلى تنمية القدرة على التفكير والإبداع ويزداد هذا مع توفير الرعاية الصحية للطفل والتي تغذي تفكيره وذكائه قد يظهر هذا واضحا عندما يكلف الطفل بالأعمال الروتينية التي تساعده على اكتساب المهارات كمساعدة أبيه في أعمال سهلة كفك وتركيب بعض المعدات الإلكترونية مثلاً فهذه الأعمال تتناسب مع قدرات الطفل الجسمية والعقلية بينما يكلف أحيانا بعمل لا يتناسب وقدراته الجسمية والعقلية كحمل بعض الأشياء الثقيلة التي تستنزف من صحته البدنية وترهق صحته العقلية مما يعكس هذا على نفسيته بعدم الرضا على ما هو فيه فإن مشقة هذه الأعمال وصعوبتها وعدم توافر ابسط قواعد الحماية والرعاية للأطفال العاملين في إطار من التغافل عن أبسط الحقوق التي يوفرها العمل بالإضافة إلى غياب الحد الأدنى من قواعد الأمن الصناعي التي تكفل السلامة والصحة المهنية وتحمي من مخاطر العمل ،و من الطبيعي أن تنعكس أثاره على الصحة الجسمية والنفسية للأطفال بالإضافة نجد أن بعض الأطفال العاملين قد تكيفوا في أسوأ الظروف من صور الانتهاك البدني والنفسي وبدا ذلك من خلال آثار جانبية أصابت نموهم العقليوارتقاءهم الانفعالي.
حاجات نفسية اجتماعية
فالحاجات النفسية للطفل لا تقل أهمية عن حاجات الجسمية فهي الدافع إلى الفاعلية وتحقيق الكيان الذاتي والاستقرار العاطفي. فالطفل يحتاج إلى :
1. الأمن والطمأنينة
على والدي الطفل وذويه والمحيط الاجتماعي له أن يشبع حاجته من الشعور بالحب والاهتمام والاحتواء وأن يوفر له الظروف التي تشعره بالأمان والطمأنينة ضمن أسرته ومجتمعه مما يضمن له حقوقه وحمايته ، وهذه الحاجات يجب أن تكون في ظل سلطة ضابطة تبين للطفل مايجب عليه فعله ومايجب تركه ، بحيث نراعي التوازن بين الاهتمام والضبط فلا ترجح احدى الكفتين على الاخرى ، اذ انه كما للاهتمام الزائد سلبيات كثيرة على شخصية الطفل فإنه بالمقابل سنجد أن المبالغة في الضبط وممارسة السلطة على الطفل ستولد في نفسيته الكبت وعدم الشعور بالثقة بنفسه وبالتالي فأنه يصبح غير قادر على المنافسة والإبداع والإبتكار .
2. النمو الإجتماعي السليم:
وذلك يرجع في الأساس الى الأسرة في كيفية توجيه وتعليم الطفل العادات الاجتماعية السليمة كالصدق والتعاون والإيثار والنظافة والإنضباط وغيرها وتجنب العادات السيئة كالأنانية والسرقة وعدم المحافظة المرافق العامة الخ ..
3. التأكيد الذات والتعبير عنها:
تبدو هذه الحاجة عند الطفل من خلال ميله للتعبير عن ذاته والإفصاح عن شخصيته من خلال كلامه وتصرفاته وما يقدمه من مساعدة للآخرينكما وتبدو جلية أكثر في مرحلة الطفولة المتوسطة اذ نجد الطفل يبحث عن التقدير من الكبار في محيطه من أبويه وأقاربه ومعلميه بحيث يعزز ذلك شعوره بذاته وثقته بنفسه ، وبناء على ذلك يجب على محيط الطفل مساعدته على اثبات ذاته عن طريق التشجيع على العمل بحيث يبرز إمكانياته ومهاراته وتحفيزه عند الفشل على مواصلة المحاولة وعدم الإحباط ، كما وإنه من الضروري إشغال الأطفال في المرحلة مابين 12_18 على العمل في مشاريع إنتاجية في العطل الصيفية وبالتالي نعود بالفائدة على الطفل والمجتمع اذ أن مثل هذه النشاطات ستعزز الشعور بالمسؤلية والقدرة على تحمل الأعباء والرغبة في أن يقوم الطفل بدوره في تنمية المجتمع وتطويره .
4. الحرية والإستقلال
وتبدو هذه الحاجة في ميل الطفل للقيام ببعض المهام دون مساعدة الآخرين مما يؤكد شعوره بالحرية والاستقلال الشخصي
وهنا لابد من الانتباه أنه يتوجب على الأسرة توجيه هذه الرغبة ووضع حدود لها ، كما ويترتب على المجتمع وضع حدود دنيا لممارسة الحرية اذا لابد من التوجيه السليم والقيادة الصحيحة التي لا تكبت الطفل وإنما توجه حيويته بالاتجاه الصحيح فلذا يجب أن نكون حريصين على أطفالنا أبناء المستقبل ونحدد لهم ما ينفعهم ونمنعهم مما يضرهم .
تحرير: ميرهان مسعود
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق