آمراض البرد و الصقيع
يلعب الجلد دوراً هاما في تنظيم الحرارة الداخلية عند الإنسان، ولكن قدرة الإنسان على التكيف مع البرد ضعيفة، لذلك يصاب بجملة من الأمراض الجلدية تختلف حسب مستوى الإصابة من سطحية الى عميقة، والسبب هو تقبض أوعية الأطراف، مما يؤدي الى نقص حاد في كمية الدم الجاري والأوكسجين الواصل نحو سطح الجلد.الأشخاص الأكثر إصابة هم الأطفال والمسنين والنحيفين، كما أن التدخين وتناول الكحول وعدم التوازن الغذائي خاصة أثناء المجاعات وفي الحروب، تلعب دوراً مفاقماً لهذه الأمراض. هنالك علاقة بين الحفاظ على حيوية الجلد وسرعة استجابته للعوامل الخارجية من برودة ورطوبة ورياح وبين الإصابة بهذه الأمراض وأهمها.
١ـ جفاف الجلد والحكة الشتوية
من أكثر الأمراض شيوعا، حيث تصاب الأطراف، خاصة أسفل الساقين والذراعين واليدين والخدين وجوانب الجذع والظهر بالحكة وجفاف الجلد (القشب) وتشقق الجلد. يزيد من هذه المشاكل، المبالغة والإفراط في الغسيل والحمامات واستعمال الماء الحار بشدة. لذا يجب الوقاية بتدفئة جو المنزل والعمل وتدفئة الجسم والأطراف بارتداء الألبسة جيدة العزل غير الضيقة خاصة الأحذية العازلة والكفوف، واستعمال المطريات الجلدية بشكل يومي ومتكرر وعلى عدة طبقات خاصة بعد الحمام مباشرة للمحافظة على رطوبة الجلد قدر الإمكان ولفترة طويلة.
( ٢ـ الشرت أو كما يسمى عند العوام (الأمطلس
أكثر مايصيب أصابع اليدين والقدمين وأحيانا الأنف والأذنين، يحدث أثناء البرد الشديد مع الرطوبة، السير سريع وحاد ويتظاهر بتورمات وحيدة أو متعددة على الأصابع التي تصبح حمراء أو بنفسجية، حاكة وحارقة مع خدر وتنميل، وفي الحالات الأكثر شدة قد تظهر الفقاعات والتقرحات. قد تستمر هذه الحالة حتى الربيع، والشفاء عفويا على الأغلب والنكس متكرر. تلعب الوقاية دورا هاما في تجنب هذه الإصابة المزعجة وعادة يبدأ بها باكراً منذ الخريف، بارتداء الأحذية العازلة والالبسة الواقية من البرد والابتعاد عن الأربطة والألبسة الضيقة وتجنب الوقوف الطويل للحفاظ على دوران الدم ومنع
الركودة الدموية
٣ـ عضة الصقيع
تصيب أصابع اليدين والقدمين والأذنين وأحيانا الأنف والخدين، تبدأ باحمرار مؤلم يتبعه إحساس بالحرارة. يبدو مظهر الجلد في الحالات الشديدة شمعي أوأبيض، وقد تصاب الأعصاب أو العضلات وحتى العظام مسببة فقاعات أو تقرحات ثم تموت الأنسجة(غنغرينة) بسبب تجمد الماء والشحوم المتواجدة في النسيج الجلدي. الوقاية من البرد وارتداء الألبسة العازلة والواسعة كافية لتجنب حدوث الإصابة، والعلاج يكون بالتدفئة السريعة للأماكن المصابة بماء دافئ لاتتجاوز درجة
حرارته ٤٠_٤٢ لمدة عشرون دقيقة،وتجنب الرضوض والضغط وحك الأماكن المصابة.
٤ـ ازرقاق الأطراف
يبدو الجلد بمظهر أحمر مزرق ساطع مشدود، يصيب اليدين والقدمين والوجه أحيانا، كما
يصيب المناطق الغنية بالشحم تحت الجلد، من ساقين وفخذين، خاصة لدى المراهقات ومتوسطات العمر ويترافق عادة مع توسع العروق الشعرية. يبدأ في الخريف ويستمر طوال الشتاء ويتفاقم في البرد الشديد. يكون العلاج بإنقاص الوزن (برنامج ديتوكس) لتخفيف الشحم العازل المسؤول عن انخفاض
.حرارة الجسم
٥- القدم الغاطسة
تكثر عند الجنود في أجواء البرد الشديد والبقاء في الخنادق لفترات طويلة دون نزع الأحذية الكتيمة. تصاب الساقين والقدمين ببرودة شديدة ثم يحدث الخدر والنمل والإحمرار وأخيراً التورم، وفِي الحالات الشديدة تتموت الأنسجة. تعالج بالراحة التامة في الفراش في جو دافئ مع إعطاء مسكنات واستئصال الأنسجة المتموتة وتناول مضادات حيوية لمنع الالتهاب.
متمنياً لكم دوام الصحة والعافية
د. معين هزاع
استشاري الأمراض الجلدية والعلاج التجميلي
زميل الأكاديمية الأمريكية لطب الجلد والتجميل
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق