تمازج الثقافات في المجتمع الكندي ..
تكثر في كندا مراكز تسمى ( Cross Cultural ) ماذا يعني هذا المصطلح ؟
عبور الثقافات هو القدرة على فهم الثقافة ( ثقافتك و ثقافة الأخرين ) و القدرة على فهم أهدافهم و طرق معيشتهم دون الحكم عليها و تقبل الاختلاف و احترام الإثنيات العرقية الأخرى و تقبل ثقافتهم كما هي ..
كيف نطور قدرتنا على تقبل هذا الأمر ؟
عادة ما يتم تطوير هذا الأمر عند تعلم لغة جديدة و تكتشف من خلال تعلمك لهذه اللغة ثقافة البلد الذي يتكلم هذه اللغة ...
تلتقي الكثير من الثقافات في نقاط مشتركة كما تختلف في أمور اخرى
إن التقارب و الاختلاف بين الثقافات الآخرى قد يدهشك حقا ...ففي آحد التجارب في تفهم ثقافة الغير قامت دراسة على عينة من الناس .. طلبت من هذه العينة أن يسجلوا ملاحظاتهم على سلوك أطفالهم .... و منهم عائلة سافرت الى الصين لحضور زفاف أحد أصدقاء العائلة .. بدت على ملامح الطفل الكندي ملامح الاندهاش عندما رأى طفلا صينيا يأكل الأيس الكريم ..صاح الطفل الكندي .. أمي أمي انظري الطفل الصيني أيضا يأكل مثلي الأيس كريم ... و عند محاولة فهم ما دار في ذهن الطفل كان الطفل ذو الخمس سنوات يظن أن الأطفال الصينيون لا يسمح لهم بأكل الأيس كريم ... إلا في أعياد الميلاد ..
إن التشابه و الأختلاف هو شيء صحي بالنسبة للمجتمع .. و إن كنت ممن يحبون السفر و الترحال فستجد من هذا الأمر متعة .. تذوق المأكولات الغريبة و وشراء الملابس التقليدية . سماع الموسيقى ...و حضور حفلات الزفاف ...
إن تعلم لغة جديدة بدون تعلم ثقافة جديدة كسائق يملك سيارة و لا يملك رخصة للقيادة .. إن تعلم اللغة الجديدة ما هي إلا مفتاح لتعلم ثقافة جديدة و التوسع في معرفة المجتمع الجديد الذي اخترته للعيش فيه ..
قام الشاب سيمهونج التايلندي بزيارة كندا بهدف دراسة بعض الكورسات في اللغة الانجليزية .. . تم الطلب منه أن يكتب عن تجربته في كندا خلال الفترة التي قضاها في كندا ...
كتب الشاب التايلندي رسالة إلى أستاذه :
آه ... أخيرا عدت إلى أرض الوطن ...نحن جدا مختلفون ...
١- رأيت أشخاصا يحاولون التظاهر بالشباب و آخرين يحاولون التظاهر بالهرم .....
٢- يستخدم الكنديون كلمة أسف في مواقع لا تستدعي التأسف و حتى إن لم يكن لها ضرورة ..
٣- يقولون كيف حالك .. ولا ينتظرون الجواب يستمرون في حديثهم
٤- الكثير من المتزوجين لا يعيشون في بيت واحد
٥- الكثير من الغير متزوجين يعيشون في بيت واحد
٦- الأباء و الأجداد يعيشون في بيوت العجرة
٧- لا يوجد ارتباط عائلي بين الأبناء و الأهل هذا الأمر قد يصل بأن يرى الابن والداه فقط في أعياد الميلاد
٨- الشعب الكندي شعب طيب بكل الأحوال
٩ - تقبل الشعب الكندي لتعدد الأعراق كان أمرا لافتا .. لم أشعر بأنني مختلف بالشكل ..
١٠- لم يستغرب الجميع من المأكولات التي كنت أحضرها في فترة الغداء .. أحسست بأن الطعام التايلندي لا يمكن أن يصل إلى أمريكيا الشمالية .
١١- بالرغم من انتشار المثلية في تايلند .. إلا أن تقبل المجتمع الكندي للمثليين بأنهم أناس عاديين و لهم حقوقهم شيء أثار استغرابي لم أشعر بنبذ المجتمع لهذه الفئة على عكس عائلاتنا المحافظة في شرق أسيا
١٢- لا يعير الكنديون الدين أي أهمية .. أما نحن البوذييون فلدينا قيم دينية نحافظ عليها
و أنهى حديثه ... الحمد لله أني عدت لبلدي تايلند لن أستطع فهم و تقبل كيف يعيش الناس مع بعضهم البعض مع اختلافهم في كندا ...
نلاحظ مما سبق ... أن الشاب التايلندي لم يستطع تقبل الثقافة الجديدة .. رغم أن هدف زيارته لكندا كان تعلم اللغة ...
تحرير رؤى الكيال .. من النصوص التي أدرسها في الجامعة قمت بترجمة هذا المقال إلى العربية ..
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق