العلاقة الزوجية فهمها وسبل نجاحها
ما أن يصل الإنسان لمرحلة النضج الفكري والعاطفي وينتهي من التقلبات العاطفية والوجدانية التي تعصف بمشاعره وأحاسيسه حتى يبدأ بالبحث عن الشريك الذي يبادله احتياجاته من مشاعر الاستقرار والسكينة ،
ويتخذ قرار بإكمال رحلة الحياة مع هذا الشريك في بوتقة الزواج وبناء أسرة ، ومن هنا بإمكاننا تعريف الزواج على أنه تلك العلاقة والشراكة الحقيقية بين شخصين اختارا ،كل على حدى ، الترفع بوعي فوق الصورة الخارجية الظاهرية التي لاتعبرعن حقيقة ذواتيهما ،من دون أقنعة وتمثيل ،إذ أن الإنسان لديه رغبة في بداية أي علاقة أن يعطي صورة مثالية متكاملة عن نفسه ويحاول تغيير حقيقة نفسه ليصبح الشخص الذي رسمه في مخيلته لكي يكون محبوباً وينجذب اليه الطرف الأخر ، وهذا بلا شك خطأ شائع يقع فيه معظمنا ،اذ أننا لا يمكن أن نلعب اللعبة طيلة حياتنا ونستمر بالتظاهر فهذه الصورة لا يمكن أن تبقى لفترة طويلة ضمن الحياة الزوجية الخاصة ، وفي النهاية نعود لنمط حياتنا الأصلي ويترتب على ذلك عواقب كثيرة من عدم التوافق والأحساس بفتور العلاقة الزوجية وعدم الرضا عن الشريك.
النقاط الأساسية لضمان زواج ناجح:
إن من أهم ما يضمن للزوجين نجتح علاقتهما هو أن تكون مبنية على قناعة تامة دون أي تدخل خارجي بحيث يكون هذا القرار تلقائياً ولا يجري ترتيبه لملئ فراغ أو لحل مشاكل قائمة ، وأن تكون هذه العلاقة مبنية على الإحترام المتبادل الذي يضمن سلامة العلاقة في ظل أي ظروف قد تطرأ على الزواج ‘ بالإضافة لنقطة مهمة جداً وهي عدم رفع سقف التوقعات بشكل مبالغ فيه لهذه الحياة المشتركة مما يؤدي للشعور بالصدمة عند تلاشي الأحلام أمام وهج الواقع إذ لابد من المشاكل لا محالة لانها ملح الحياة ، والمهم هو معرفة السبيل لتخطيها والتغلب عليها ولاننسى أيضاً أن المصارحة واتباع اسلوب الحوار بين الزوجين وسيلة مهمة لتفادي تفاقم الأمور ووصولها لمرحلة يصعب تجاوزها .
والعلاقة الزوجية الناجحة تحتاج تجاوباً إيجابياً من الطرفين بعيداً عن الأنانية وأن يتعامل كل منهما كما يحب ان يعامله الآخر .
خلق العلاقة المرجوة في مخيلتنا :
_حاولوا الشعور بجوهر الحب في علاقتكم وارسموا في عقولكم مخططاً لمجرى هذا الحب.
_حل المشاكل في العلاقات االمختلفة والتي من المحتمل ان تؤثر في الزواج وتستنفذ طاقتكم وتعيق سعيكم لإنجاح هذا المشروع.
_تخصيص الوقت الوافي للعلاقة الزوجية اذا لابد لكلا الزوجين من أن يعطي أهمية للوقت المشترك الذي يمضيع مع الشريك والذي يكفل زيادة الألفة والمحبة وفتح مجالات للتواصل والمحادثة والمصارحة.
_رفع مستوى الحيوية والطاقة الإيجابية عن طريق الرضا والقناعة والابتعاد عن المنغصات من افكار سلبية ومقارنات وانتقادات محبطة ، فكلما اتسمت العلاقة بالرضا المشترك كلما اتجهت نحو السعادة والإبداع.
_ضعوا الحدود بحيث نصنف الأمور الضرورية التي نرغب أن تكون موجودة في الشريك والأمور التي يمكن التساهل بها قليلاً ومالذي لستم على استعداد للتخلي عنه في العلاقة الزوجية؟ ماهي الخطوط الحمراء بالنسبة لكم ؟دققوا في علاقاتكم السابقة ما الذي لم ينجح فيها وضعوا حدود جديدة تخدم ما أنتم عليه اليوم .
_السعي لنمو وتطوير العلاقة الزوجية :فكروا بتنمة ذواتكم وتطويرها وجعل العلاقة مع الشريك مرآة ممتازة لكم واعلموا أن من يزرع يحصد فمن يزرع الحب والاحترام سيجنيهما ،كما أنه لابد لتطوير أي علاقة من إنشاء معرفة واضحة عن الذات ومتطلباتها وعن الشريك ومقوماته وعن طبيعة العلاقة بحد ذاتها وضوابطها وكل نواحيها.
نتمنى للجميع حياة زوجية ملؤها الحب والسعادة.
تحرير : Mirihan Masoud
تحرير : Mirihan Masoud
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق